ما الذي يجعلك أكثر إبداعًا؟

الفهرس

 

ما لذي يجعلك أكثر إبداعًا؟

 

ما هو الابداع؟

 

الإبداع هو محصلة من مجموعة مهارات مثل التخطيط، التحليل، التخيُّل واتخاذ القرارات. الابداع هو عملية تجديد أفكار سابقة، أو خلق حلول مفيدة أو مختصرة، أو كتابة المزيد من الاحتمالات لمعرفة اتخاذ قرارات صحيحة.

 

 

معيقات الابداع

 

تحدثنا بالتفصيل عن معيقات الابداع في مقالةٍ سابقة بعنوان كيف يعيق الخوف عملية الإبداع. أستطيع أن أختصر المقالة في كلمة واحدة وهي: التوتر.

 

ما هو التوتر؟

التوتر هو ردة الفعل الجسدية للخوف المزمن، سواءً كان مصدر الخوف خارجيًّا كخطر مواجهة حيوان مفترس، أو خطرًا داخليًا مثلًا كفكرة الخوف من الفشل أو أن تكون على خطأ.

 

يؤدي التوتر الى ارتفاع هرمون الكورتيزول الذي أُثبت سريريًّا أن المستويات العالية منه تؤدي الى تلف منطقة الحصين، المثبت أنها المسؤولة عن وظائف التعلم، الذاكرة، والتحكم بالتوتر، أي تقل قدرة الشخص على التحكم بتوتره كلما طالت فترة التوتر!

 

ولوحظ أيضًا تقلص ملحوظ في حجم القشرة الجبهية الأمامية المسؤولة عن الوظائف الإدراكية مثل القدرة على اتخاذ القرارات، الحكم، والمشاركة الاجتماعية.

 

 

كيف تكون مبدعًا أكثر؟

 

لم يستطع العلماء تحديد منطقة في الدماغ المسؤولة عن عملية الإبداع، فقد لاحظوا أن أجزاءً متعددة تَنشُط عند ممارسة العملية الإبداعية، فاستنتجوا من ذلك أن الإبداع ليس محددًا بمنطقة معينة، وانما هو نتاج تفاعل وترابط للعديد من المراكز معًا.

 

يستنتج العلم اذًا ويجيب أنه عن طريق تكوين روابط عصبية جديدة، ويُمارس هذا الاستنتاج عمليًّا بتطوير المهارات، تعلم لغات جديدة، أو ممارسة الألعاب الذهنية. ليس فقط أن تبني المهارات هو ما يهم، ولكن أيضًا أن تزيل المعيقات من مخاوف كما ذكرنا سابقًا.

 

فيما يلي سنذكر أهم المهارات التي ستعين بمحصلتها بإذن الله في توسع الفكر الإبداعي.

 

  • الفضول

الفضول هو أن تشاهد وتراقب بعمق ما يحدث باهتمام بالتفاصيل بذهن منفتح. الفضول هو طريقة تعلم الأطفال، فنحن نتعلم من طريقة الأطفال التي يرون فيها العالم بدون أحكام وتصورات مسبقة ليسمحوا بالشيء أن يكون كما هو وليس لحكمهم على الشيء الذي يريدون أن يكون. يعتمد الأطفال على الفضول كأداة تعلم أساسية لأن عقولهم صافية وفارغة تعبر خلالها الوقائع والتصورات بحقيقتها الكاملة دون أن تُصفّى من أحكام وتصورات سابقة، كما نفعل نحن البالغون.

 

يقول آينشتاين بكل تواضع: “ليس لدي أي موهبة مميزة سوى أنني فضولي بشدة” في إشارة أن الفضول هو أداة جمع حقائق لاستنتاج حقائق جديدة.

 

  • التخيُّل

واحدة من أهم مهارات ممارسة الابداع. التخيُّل هو نقل الفترة الزمنية للتفكير من الآن الى المستقبل، عكس التذكُّر وهو الرجوع بالتفكير الى الوراء.

 

التخيل أيضًا هو ممارسة ربط المعلومات أو الحقائق بروابط جديدة، فمثلًا لو قلت تخيل موزة حمراء، أنت هنا ستربط صورة الموزة بصورة اللون الأحمر لتتخيل الصورة النهائية. لن تستطيع تخيل أي شيء إذا لم تكن لديك المعلومات الكافية، ففي المثال السابق لن تستطيع أن تتخيل الموزة الحمراء إذا لم تكن تعرف ما هو الموز أصلًا، وهذا ينقلنا للمهارة التالية لممارسة الابداع وهي مهارة اكتساب المعلومات.

 

  • اكتساب المعلومات

اكتساب وتحديث المعلومات قد تكون من أهم أساسيات ممارسة الابداع. ولكن ليس فقط اكتسابها هو المهم، إنما معالجتها والتفاعل معها هو ما يميز الشخص المبدع عن الاخرين.

 

لا تظهر الأفكار الجديدة والخيالات بشكلٍ مفاجئ دون وجود أساس معلوماتي لها، بمعنى أن المعلومات تعالج وتحول من شكلها الخام الى أشكال معقدة أكثر كالتحليل والأفكار، أو العكس؛ تبسيط الأفكار المعقدة الى معلومةٍ سهلة ليسهل تناقلها وفهمها. كلما كثرت المعلومات، زاد التفكير في إطارٍ أشمل لاستخراج المزيد من التحليلات والابتكارات والأفكار.

 

لا يقتصر اكتساب المعلومات على قراءة الكتب والمقالات وحضور الدورات، تستطيع اكتساب وتحديث المعلومات من خلال الحوار مع أشخاص مختلفين، الملاحظة، الخبرات، والاطلاع على الثقافات مختلفة.

 

للحوار قيمة كبيرة في إضافة وجهات نظر جديدة وتحديث المعلومات، ويعطي القدرة على التعبير والمشاركة لإيصال المحتوى بأفضل صورة، ومعرفة آداب الحوار وطريقة صياغة المعلومات. ضع نفسك في وضع اختلاف، اكتشف الأفكار المعاكسة لأفكارك وأسبابها وما يلزمك للرد عليها، فلا أهمية للمعلومات مالم تشاركها مع الآخرين.

 

تعامل مع المعلومات بذكاء، فليس كل المعلومات تُشارك مع الكل. اعرف كيف تُوصل المعلومة الصحيحة للفئة الصحيحة وفي الوقت المناسب. يجب على كل أشكال المعلومات أن يعاد تدويرها؛ أي إعادة صياغتها أو التخلص من القديم منها، خاصةً تلك المتوارثة التي تستند على أُسس قديمة.

 

  • مهارة حل المشاكل

حل المشاكل ليس بالشيء الصعب، فنحن نواجه المشاكل بشكل شبه يومي في البيت أو العمل، مع أنفسنا ومع الغير، بسيطة أو معقدة، ونكون قادرين على حلها أو نعرف متى نستعين بالآخرين لحلها.

 

هي باختصار معرفة كيف تسأل السؤال الصحيح للفئة الصحيحة، لأن الأسئلة الصحيحة تعطي حلول صحيحة، والأسئلة الخاطئة تعطي على أساسها حلول خاطئة. كلما سألت أكثر، حصلت على معلومات أكثر، بالتالي حلول أوضح لتطبيق أفضل الحلول. حتى بعد معرفة الحلول المناسبة، فكر في طرق تطبيقها بأثر مستقبلي، أي كيف سيؤثر الحل على ما سيحدث لاحقًا

 

تحتاج لمهارات أخرى مساعدة (auxiliary skill) لممارسة حل المشكل بكفاءة مثل مهارة الاستماع الجيد، عدم الانجراف عاطفيًّا في المشكلة ذاتها، مهارة التحليل، ومهارة التواصل الفعال.

 

 

لماذا عليك أن تكون مبدعًا؟

 

أن تكون مبدعًا يعني أن تكون قادرًا على التطوير من نفسك مهنيًّا وشخصيًّا، والتعبير عن نفسك وتمييزها عن الآخرين. ولأن الابداع هو إيجاد الحلول، هذا سيجعل أدائك انتاجيًّا مع مرونةٍ أكثر على جميع الأصعدة وفي التماشي مع التغيرات. يجعلنا الابداع منفتحين أكثر للتغيُّر وتقبل الحلول. أن تصنع واقعًا جديدًا مختلفًا عن الأساليب القديمة المعروفة.

 

يبني الابداع الثقة بالنفس حين مشاركة النتائج مع الاخرين. ولأن خلال مرحلة الاعداد ستكون تعرضت للمجازفة بتجربة شيء جديد يخالف ما هو معتاد حينها ستحتاج لدفعة ثقة لتظهر هذه النتائج والجرأة لمواجهة الآراء المعاكسة والانتقادات.

 

 

 

المراجع:

  1. https://www.youtube.com/watch?v=y44GBM99JOA
  2. https://bemorewithless.com/create/
  3. https://www.cornerstone.edu/blog-post/what-is-creativity-and-why-do-you-need-it/
  4. https://courses.lumenlearning.com/boundless-ap/chapter/functions-of-the-autonomic-nervous-system/

5. https://www.kmworld.com/About/What_is_Knowledge_Management