ما هو العمل؟
العمل هو تحويل الخبرة أو المعلومات من مكمنها الذهني الى شكل عملي لاحتياج خارجي، سواءً كان حلًّا لمشكلة أو تحسينًا لواقع. بالتالي، العمل هو ممارسة الحلول، إذ توجد الفرصة للعمل متى ما وجدت مشكلة.
لماذا نعمل؟ هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية
يعمل الناس لكثير من الأسباب ودوافع مختلفة، تُمثل هذه الأسباب في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية، أي أن العمل بشكل رئيسي يلبي الحاجات الإنسانية الأساسية.
تتدرج أسباب العمل بنفس تدرج الهرم. تبدأ الأسباب من أسفل الهرم في تحقيق الحاجات الفسيولوجية؛ حيث يعمل الناس لتوفير المادة لتأمين الطعام والشراب بشكل أساسي.
تليها الحاجة للأمان، ويكون فيها الحاجة للحماية والتأمين الجسدي والصحي والسكني.
ثم الحاجة الاجتماعية أو الوصول لحالة اجتماعية عالية، وتكوين الصداقات والعلاقات الاسرية والاجتماعية.
الحاجة للتقدير؛ ويسعى فيها الفرد لتقدير الذات والثقة بالنفس.
وفي أعلى الهرم الحاجة الأخيرة وهي تحقيق الذات لعيش حياة كريمة ومرفهة.
قد يعمل الناس لأسباب أخرى مثل الأعمال التطوعية والمساعدات الإنسانية، تضيف لهم قيمًا دينية وروحية لاكتساب فضائل تعين علو شأنهم في الدنيا والآخرة مثل مساعدة الناس وتأدية صدقة العلم.
لماذا نعمل؟ الجواب الاسلامي
ركز الإسلام على الفائدة الأخلاقية للعمل، وبالتأكيد الحاجة الجسدية أيضًا في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)، وفي نفس السياق يوضح الرسول (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده)
ويقول لنا الله تعالى في مواضع مختلفة أن العمل يعف النفس عن السؤال ومنعها من الكسب الغير مشروع.
كان عمر بن الخطاب رضِي الله عنه يفضِّل العمل والكسب على الجهاد؛ لأنَّ الله – تعالى – قدَّم الذين يضرِبون في الأرض يبتغون من فضله على المجاهدين في قوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ وفي حديث الرسول في قوله: (… إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها فهو في سبيل الله …)
ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قدوة لنحاكي خلقه الكريم في نصوصٍ من الحديث من صدقٍ وأمانةٍ وصبرٍ وعدلٍ، لتطبيقها في حياتنا بشكلٍ عام وفي العمل خاصة.
لماذا نعمل؟ فلسفة العمل
الفلسفة بشكل عام، هي عملية التساؤل، وغالبًا تبدأ الأسئلة بـ”لماذا” لمعرفة المعنى من وراء جملة السؤال. يستند التفكير الفلسفي على قيم ومكارم أخلاق كأدوات للاستنتاج الصحيح قبل الإجابة على أي تساؤلات، كلما كانت القيم واضحة، كلما كانت الإجابة أسهل. تحدد فلسفتك للعمل مكانتك وهويتك بالنسبة لباقي الأعمال.
“لماذا تعمل؟”، “لماذا تبدأ مشروع” أو “لماذا أعمل في هذا المجال؟” هي تساؤلات تحتاج منك الإجابة عليها بعد كتابة القيم الأخلاقية المتعلقة بطبيعة العمل لمعرفة المعنى وراء السؤال.
تحتاج كتابة قيمك بشكل واضح، لأنه بدون قيم واضحة لن تستطيع رؤية فلسفتك بوضوح. باختصار فلسفة العمل هي الترجمة العملية لهذهِ القيم.
أنت لن تجيب فقط على ما سيطرأ على ذهنك من أسئلة، ولكن أيضًا ستجيب على أسئلة الناس، مثل: لماذا سأختار هذا المشروع (مشروعك أو عملك)؟ لماذا هذا المشروع أفضل من غيره؟ وهل هو خيار جيد؟
كيف ستضيف خدماتك أو مشروعك لنفسك وللناس؟ هل سيكون لمشروعك أهمية؟ كيف ستختلف عن منافسيك؟ كيف ستنعكس قيمك على أعمالك؟
تعطي الأجوبة على هذه التساؤلات بُعدًا أعمق لعملك أو مشروعك وتجعله ذا معنى، تبعده عن كونه سطحيًّا وأقل قيمة من غيره.
فلسفتك الشخصية، من أنت؟
فلسفتك الشخصية هي هويتك باختصار وبوصلتك الأخلاقية، تستند في صياغتها على معتقداتك، أفكارك، ومنهجيتك التي تعيش على أساسها. تتطلب صياغة الفلسفة الشخصية معرفة بالذات، وهنا تكمن الصعوبة، حيث تتغير الشخصيات والكثير من الأفكار مع الوقت والخبرات، ولكن توجد تلك القيم الراسخة والمعتقدات الجوهرية التي لا تتغير مع المتغيرات التي تتجذر منها شخصياتنا.
تمتاز الفلسفة الشخصية عن الفلسفة العملية أنها دائما تحت التغيير والاكتشاف، لأن معرفة الذات هي عملية طويلة ولا تحدث في ليلة، لأننا تحت تعليم مستمر، نمو دائم، وتطور مع ما حولنا، لهذا تمتاز الفلسفة الشخصية بالمرونة.
اسأل نفسك: ماهي القيم التي تشكل خطوطًا عريضة، لك وللآخرين، لا تسمح لهم أن يتعدوها؟ ما هي نظرتك للحياة؟ ما هو نوع علاقاتك الاجتماعية؟ ما هو أهم انجاز حتى هذه اللحظة؟ ما هي اللحظات التي تشعر فيها بالرضى؟ ما هي أهم الصفات التي تنفرك في الأشخاص؟ وما هي أهم الصفات التي تجذبك في الأشخاص؟ ما هي نقاط قوتك؟ ما هو أكثر شيء يحفزك؟
كلما سألت نفسك أكثر وفي مجالات كثيرة، ستشعر بالتشتيت بالتأكيد، لكن ستلاحظ مع كثرة الأجوبة وجود أجوبه متكررة تدل على نمط معين، اتبع هذا التشابه فهو سيوجهك لكتابة فلسفتك الشخصية.
للعمل إضافات كثيرة على المستوى الفردي والاجتماعي والاقتصادي وليس فقط إضافة مباشرة للفرد، حيث يساهم الفرد بنمو وتطور محيطه عن طريق تبادل المعرفة والخبرة مع الغير. يغير فينا العمل طريقة تفكيرنا ورؤيتنا للأمور بإدراكنا أو بدون إدراكنا، ويظهر قدراتنا وما نستطيع أن نضيفه للناس. تعطي الوظائف باختلافها قيمًا وخصائص فردية تختلف باختلاف الشكل والمهام الوظيفية وبالطبع اضافة متساوية من الاحترام والكرامة.
ماهي فلسفة الشركة؟
هي القيم والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها العمل في الشركة، ولا يخرج عن إطارها الموظفون في أدائهم، فالفلسفة القوية تعد أداة قوية للعلامة التجارية. يجب أن تجسد الفلسفة القيم، والرؤية، والرسالة التي تعتز بها الشركة ويلتزم بها أعضاؤها في تعاملاتهم مع العملاء.
لماذا فلسفة الشركة مهمة؟
فلسفة العمل هي بمثابة حجر الزاوية للنجاح، وخارطة الطريق للمؤسسات والشركات، بحيث تساعد المدراء والموظفين في فهم الأهداف والقيم التي يعملون من أجلها باستمرار، وتساعدهم أيضًا على العمل بفاعلية أكبر، وتقديم خدمة أفضل للعملاء.
كيف تنشئ فلسفة عمل؟
فيما يلي عدد من النقاط الأساسية التي تجب مراعاتها أثناء إنشاء فلسفة العمل.
- تحديد القيم الرئيسية للعمل في شركتك، يجب أن تتحد فلسفة العمل لديك مع القيم والرؤية والمهمة لشركتك، وهذا ما سيخلق هويتها ويرسخها في أذهان من هم بداخل وخارج شركتك، وسيتوجب على موظفيك والمدراء الالتزام بها في عملهم.
- اسأل نفسك ما لذي دفعك لإنشاء عملك؟ وما الأفكار التي تريد تطبيقها على علامتك التجارية؟ ما هي رؤية المشروع؟ ماهي طبيعة العمل؟ من هم زبائني؟
- الاطلاع على بعض الأمثلة لفلسفات الشركات الأخرى، هذا سيساعدك في فهم المبادئ الأساسية التي تستخدمها الشركات.
- عليك قضاء الوقت الكافي في التفكير بالكلمات والعبارات التي تريد أن يربطها الجمهور بالشركة، يمكنك أن تسأل عملائك كيف يرون شركتك.
- اجعل فلسفة شركتك بسيطة لكي تكون قابلة للتنفيذ.
- اطرح أسئلة فلسفية حول مبادئ العمل فيما يتعلق على سبيل المثال في تطوير الأعمال والبيع وإدارة الأعمال.
- اطلب استشارات من محترفين غير منتسبين لشركتك، فهم قادرون على تقديم المساعدة لك.
- فكر في المبادئ والقيم التي من شأنها توحيد موظفيك وتقوية عملهم الجماعي وتحسين إنتاجيتهم.
- يجب أن تكون فلسفة عملك شيء يمكن لكل عضو من أعضاء شركتك أن يؤمن به، ويدافع عنه.
- فكر فيما يجعل عملك مختلفًا عن منافسيك.
بذلك تكون الصورة قد اتضحت بالنسبة لك، ويمكن أن تقوم ببناء مشرعك على أساس قوي ومتين.
عقيدة الشركة
تعرّف العقيدة بشكل عام على أنها المعتقدات أو الأهداف التي توجه شخص ما.
أما عقيدة الشركة فهي تشبه المهمة أو المبادئ أو المعتقدات التي تشكل المنهج الذي يسير عليه العمل فيها.
أهميتها:
ـ تساعد على تحديد ثقافة الشركة وتعبر عن قيمها.
ـ توضح الهدف من وجود الشركة.
ـ تضع الشركة أمام مسؤولية الإهتمام بالعميل بالدرجة الأولى، وبالتالي سيدرك العميل أنه أكثر أهمية بالنسبة للشركة من الأرباح.
ـ تُعد أساس للحملات التسويقية.
ـ توجه سلوكيات الموظفين نحو تحقيق أهداف الشركة.
المراجع:
- https://www.researchgate.net/publication/310754267_The_Philosophy_of_Work-Based_on_Four_Stories
- https://www.theexcellenceaddiction.com/personal-philosophy/
- https://www.britannica.com/science/work-physics
https://www.alukah.net/social/0/32647/
- https://www.workplaceethicsadvice.com/2016/12/what-is-a-company-philosophy.html
- https://www.indeed.com/career-advice/career-development/business-philosophy-examples
- https://www.inc.com/guides/create-a-company-philosophy.html